في احدى القرى النائية.... فتاة تعيش حياة قاسية.... طفلة مسكينة.... سأروي قصتها في خاطرتي الحزينة... فتاة عاشت وقاست..... من الحياة ذاقت وعانت..... فأمها توفيت منذ زمن بعيد.... في زمن لم يرحم فيه العدو حتى الوليد..... رصاصة باغثتها.... حاولت كثيرا مقاومتها..... لكنها رحلت شهيدة... وهي تعيش في الجنة مع النبي حياة سعيدة..... ولكن بعد هذا الزمان.... فقدت كل شيئ حتى الحنان.... والدها يهتم لأمرها.... ويتكبد همها....فتزوج من امرأة جميلة.... وهنا بدأت المأساة الطويلة....دموع الفتاة تسيل.... كالشلال يسقي عود الزهرة الطويل..... في كل يوم تضربها.... تقسو عليها وتكرهها.... في أيام الثلوج والشتاء.... تجعلها تنام بلا غطاء.... ترسلها الى المدرسة بلا رداء... واا مرضت لا تحضر لها الدواء... والدها دائما مشغول..... فسفره خارج البلاد يطول.... وفي أحد الأيام.... ذهبت الى فراشها حتى تنام.... نادتها بصوت لا ينم عن جمالها.... شعرت الفتاة بالخوف خلالها.... ذهبت اليها.... أجلستها بجانبها....قالت لها لا أريدك أن تتعلمي.... وبهذا الموضوع اياكي أن تتكلمي.... والآن عودي الى فراشك.... فغدا يوم عمل طويل أمامك.... وقفت الطفلة كالملاك... بلا صوت ولا حراك.... ثم تكلمت بصوت حنون.... تمازجه نغمة من الشجون.... لكن يا آنستي..... أريد أن أذهب الى مدرستي.... صفعتها بقوة فطرحتها أرضا.....فأصبح بكاء الطفلة يجول في البيت طولا وعرضا....وبعد ليل من العناء.... استيقظت الطفلة على صوت المطر يتساقط من السماء....طلبت منها أن تنشر الخشب... وتجمع الحطب.... لكن الفتاة وزنها خفيف.... وجسمها ضعيف.... أصيبت بالملل... ولم تنجز شيئا من العمل.... عادت الفتاة الى منزلها.... وطرقت الباب.... لكن الزوجة لم تستقبلها.... وهددتها بأنها ستنزل عليها العقاب..... بقيت الفتاة تحت الشتاء.... بلا معطف ولا رداء....لكنها لم تشعر بالحقد.... وبدأت تتصلب من البرد.... أخرجت من جيبها ورقة وقلم... وبدأت تكتب بكل حرقة وألم....وبعد قليل أغمضت عينيها الجميلتين....و سقطت الورقة والقلم من يديها الصغيرتين.... وفي الصباح الباكر.... عاد والدها المسافر....يحمل في يديه هدية لطفلته الصغيرة.... معتقدا انها ستكمل معه حياته الطويلة... بكل دهشة واعجاب.... وجدها مستلقية أمام الباب.... على شفتيها بسمة بريئة.....لا تنم على انها طفلة جريئة.... سارع الأب الى ابنته.... والعرق من الخوف يسيل من وجنته....تحسسها بيديه....ودموعه في وسط خديه....أين رحلتي يا ابنتي.... ألا تريدين أن تري هديتي..... أين رحلتي أيتها المحبوبة....وفجأة وجد بجانبها ورقة مكتوبة..... فتحها وبدأ بالقراءة...كلمات تدل على البراءة.... تحملت العذاب يا أبي من أجلك.... افتقدت كل شيئ حتى الحنان والمحبة من بعدك.... تركتني مع زوجتك التي احببتها كأمي...... لم أحملها همي.... لكنها عذبتني.... ومن الحنان حرمتني.... ومن كأس المر جرعتني..... فمن أجلي يا أبي لا تتركها ولا تعذبها.... لأني برغم هذا ما زلت أحبها.... شوقي لك يا أبي كان كبيرا.... فأنا يا أبي أحبك كثيرا