الاهداء
إلى من جعلنا بمرتبة إنسان
من بعد زمن الجاهلية ....
حبيبي ...
أن فكرة كتابة رسالة لك فكرة قديمة ،
إلا أنني كنت أؤجلها وأخشاها
كما يخشى المتهم قرار المحكمة ،
فلا يعقل أن أنصفك برسالة بسيطة
كلماتها تلهو بالسهام
دون أن تصف بعض مشاعري اتجاهك ...
ولا يعقل أن أختصر جميع ما تملك من
إعجاز وحكمة ولطف ورفق بثمانية
وعشرون حرفا فقط ...
أنه ظلما لك يا حبيبي ،
فأنت من أضاء لنا الكون من غار حراء ،
وأنت من أوصلنا بالعلم إلى الفضاء ...
كنا من قبلك كالأغنام ،
نعبد ما نأكل ،
ونتصارع كالثيران ،
قوينا يسرق ضعيفنا ،
والآن قررت أن ابعث لك رسالة ،
ليس لقدرتي على ذلك ،
بل محاولةً لتفجير بركان الشوق
الذي بداخلي ،
فأنا منذ أن انطلقت باسمك ،
واقتديت بنهجك ،
فكل صخور عمري أصبحت
متوهجة لرؤيتك وتقبيلك ...
حبيبي ...
كيف الوصول إليك ؟
هل أتسلق النجوم كالمجانين ؟
أتعلم ما مصيبتي يا حبيبي ،
أنني بكل يوم أراك !!
أراك على أمآذن المسجد ،
أراك بالمحراب تسجد
فأسجد كما أنت ساجد ،
أراك تعطف على الأطفال
وتنصح ، بلغة نجهلها هذا الزمان ،
المتكبر والمرأة والضال ...
حبيبي ....
أشعر بالخوف وأنا ينافسني على حبك
ملايين البشر من العجم والعرب ،
إلا أنني أجد نفسي تعشقك أكثر ،
وكأنك الحياة التي يعشقها الجميع
وهي ليست مُلك لأحد ،
فكيف أسرت قلوبهم كما أسرت قلبي ؟
حبيبي ...
لم أعد أريد شيئا
سواء رؤيتك بالجنة ...